منذ قديم الأزل وهناك عادة سيئة و قبيحة أراها بقريتي , تحدث دائمًا وبعلم واضح من الناس , ولم يحدث إلى الآن أي علاج لهذه المشكلة ولا أعرف ما السبب في عدم تدخل أي شخص فاضل من أهالي القرية لمحاولة حل هذه المشكلة .
إنها عادة التسول أو كما يطلقوا على أنفسهم ( المحتاجين ـ الفقراء ـ المساكين ) .
ولكن .... لنقف وقفة مع النفس ونقول هل أموال الزكاة التي نخرجها تخرج حقًا في مسارها الصحيح , هل هؤلاء المتسولون فقراء لدرجة أنهم يستحقون أموال الزكاة ؟؟ !! .. أعلم كما تعلمون جميعًا أن هؤلاء الفئة المعدودة على الأصابع والمعروفين تمام المعرفة لكل أهالي القرية لا يحتاجون .... هم جميعًا يملكون الكثير الكثير , ولكن لا تظهر هذه الأموال المكدسة إلا بعد موتهم فنجد بعضًا من ( زلع المش ) فوق أسطح منازلهم مليئة بالجبن وبعضها ممتلئ بالنقود التي حصلوا عليها من أموال الزكاة ....
أعتقد وعلى حد علمي أن قريتنا تحوي حوالي 1500 أسرة , وأعتقد أيضا أن حوالي 1000 أسرة منهم تقوم بالزراعة , ومعنى ذلك أن 750 أسرة على الأقل تخرج زكاة زراعتهم عن كل موسم , أما الفئة المتسولة الذين يطلقوا على أنفسهم المساكين والفقراء فعددهم حوالي 10 على الأكثر ..... تخيلوا جميعًا أن كل واحد من هؤلاء العشرة يمر على 750 أسرة ويأخذ منهم أموال الزكاة .. احسبوا وتخيلوا الأرقام , أعتقد أن كل شخص ممن يعملوا في حرفة التسول هذه يحصل على سبيل المثال لا الحصر في موسم مثل موسم القمح أكثر من محصول فدانيين من القمح .
إذ لا بد من وقفة جادة وحقيقية ... فأموال الزكاة هي الشيء الوحيد الذي يخرجه الناس بدون انتظار جزاء أو ثواب أو شكر من أشخاص وإنما الثواب من الله عز وجل . ولذلك كان لا بد من إيجاد حلول لإخراج أموال الزكاة لأصحابها الحقيقيين , حتى ننال الجزاء والثواب الكامل من رب العباد .
وبناءً على ما تقدم أقترح بإنشاء بيتًا للمال ( لجنة جمع الزكاة ) , كل أسرة تخرج زكاتها في هذا البيت ونقوم بتشكيل لجنة موثوق بها وبنزاهتها من أبناء القرية لجمع وتوزيع هذه المحاصيل الزراعية أو الأموال على الفقراء والمحتاجين الأصليين , والذين يمنعهم حياؤهم من السؤال . وأيضا على اليتامى والمساكين بالقرية , والفائض من أموال الزكاة بعد التوزيع يباع وتصرف أمواله على المشاريع الخيرية بالقرية وجزء منه يبقى للطوارئ ... وأعتقد أن أموال الزكاة لو حصرت بالقرية سنجد أنها تصل لأرقام خيالية ... فحرام حرام أن نترك هذه الأموال تضيع هباءً ويستغلها أشخاص لا يحمدون الله على رزق أبدًا .
ومن هنا نستطيع أن نوضح فائدة هذا المشروع الجديد في عدة نقاط : ـ
1 ـ ستُعطَى الزكاة لمن يستحقها بالفعل وبالتالي فالأجر والثواب من الله سيكون كاملا بإذن الله .
2 ـ منعنا عادة قبيحة وسيئة وهي عادة التسول والمتسولين .
3 ـ توفير بعض الأموال الفائضة من الزكاة لاستغلالها بالمشاريع الخيرية بالقرية .
وعلى ضوء هذه النقاط فقد اتضحت الرؤية لكم جميعًا ,
والآن ...... قد حانت لحظة التنفيذ فلا بد من كل شخص يعيش في هذه القرية أن يشجع هذه الفكرة الجيدة ونرجو عدم تدخل بعض الأشخاص المفسدين و المحبطين للأفكار الجيدة , وكفانا استهتارًا وسلبية .